أوغاريت… عودة الاسم من الرماد
ونحن هنا لم نبنِ على أنقاضها معابد جديدة، بل فتحنا نوافذ صغيرة في شاشة مضيئة، وسكبنا فيها بعضًا مما تبقّى فينا من حبر وحنين.
أوغاريت… حين تعود مدينة كنعانية في هيئة مدونة حديثة
في عالمٍ يركض خلف الحداثة، نحتاج أحيانًا أن نلتفت إلى الوراء. لا لنعيش الماضي، بل لنستلهمه. وهذا بالضبط ما حدث مع "أوغاريت" المدينة الكنعانية التي رحلت عن الجغرافيا منذ آلاف السنين، لكنها عادت، بشكل مختلف، عادت عبر مدونة رقمية تحمل اسمها !
ولأن التدوين استمرار للحضارة
فهذه المدونة ليست مجرد وسيلة نشر، بل امتداد طبيعي لما بدأه الأوائل في تلك المدينة المنسية. فكما نقش الكنعانيون رموزهم على ألواح الطين، تُنقش الآن الأفكار على صفحات المدونة. الكتابة ما تزال فعل بناء، ومهمة المدونة لا تخرج عن هذا السياق: ترميم المعنى، وصناعة محتوى يعكس فكرًا، لا مجرد كلمات.
وعلى ما تقدم بامكاننا ان نقول :
هذه المدونة ليست جريدة، ولا وكالة أنباء، ولا مشروعًا مموّلًا بأجندة.
هي صوتٌ صغير.
محاولة لفهم العالم، أو على الأقل، لمواجهة عزلتنا فيه.
نكتب لأن الكتابة ظلّ الذاكرة،
ولأن الذاكرة هي الشيء الوحيد الذي لم يصادروه.
لسنا موضوعيين بالكامل، ولسنا منحازين بلا تفكير.
نحكي عن التاريخ لأنه ما يزال ينزف،
وعن الإنسان، لأنه ما يزال وحيدًا.
نحن أوغاريت.
مدينة أحرقت ذات يوم، وعادت، لا لتنتقم، بل لتدوّن...