recent
أخبار ساخنة

نحالين في مرمى الضم ، ما هي آثار ضم غوش عتصيون لمخطط القدس الكبرى على التجمعات الفلسطينية؟نحالين نموذجا

 أثر ضم تجمع مستوطنات"غوش عتصيون" للقدس الكبرى على التجمعات الفلسطينية ، نحالين نموذجا

بقلم: رئيس التحرير : احمد ابوعلي

الى الغرب من مدينة بيت لحم هنالك بين الجبال والتلال ، تقف قرية نحالين الفلسطينية كحارس أخير يطلّ على أحد أكبر التجمعات الاستيطانية في الضفة الغربية: غوش عتصيون. منذ سنوات، تحيط بها المستوطنات من كل اتجاه تقريبًا، لكن الحديث الإسرائيلي المتجدد عن "ضم" رسمي لهذا الكتلة الاستيطانية يُعيد نحالين إلى دائرة الضوء والخطر ويعيد طرح الاسئلة :
ماذا يعني الضم؟ ما مصير القرية وسكانها؟ وما الذي يتغير قانونيًا وواقعيًا؟
ضم جوش عصيون
اللون بالاحمر المخطط يشير الى التوسعة المنوي اضافتها للقدس لتحقيق مشروع القدس الكبرى






 عتصيون ، كتلة الضم الأولى

"غوش عتصيون" هو الاسم الذي يُطلق على تجمع المستوطنات الإسرائيلية الواقعة جنوب القدس، تحديدا تلك الواقعة بين مدينتي بيت لحم والخليل. تعتبره إسرائيل "كتلة استيطانية استراتيجية"، ومنذ اتفاقات أوسلو،تطالب اسرائيل بضمه  بدعوى أنه سيكون جزءًا من أي "تسوية نهائية". وتشمل هذه الكتلة مستوطنات مثل:

  • فرات
  • نفي دانيئيل
  • بيتار عيليت
  • الون شفوت
  • روش تسوريم
  • جفعوت
  • كفارعتصيون

وهذا الكتلة اليوم تعد من أكبر تجمعات المستوطنين في الضفة، إذ يقطنها ما يزيد عن 80 -90 ألف مستوطن، وتتمتع ببنية تحتية إسرائيلية حديثة مكونة من طرق وشبكات مياه وكهرباء.



القدس الكبرى وضم عصيون




نحالين التي تختنق 

في الجنوب الغربي لبيت لحم - 9 كم تقريبا- تقبع قرية نحالين الفلسطينية التي تُعتبر نموذجًا لصراعٍ مرير بين الوجود التاريخي والمشروع الاستيطاني الحديث. يسكنها ما بين 10 - 12 الف نسمة ، معظمهم عائلات في الاصل  زراعية تمتد جذورها في هذه الأرض منذ عقود، كانو يعتمدون على زراعة أشجار الزيتون والعنب كمصدر رئيسي للرزق والهوية. لكن اليوم ثمة واقع مختلف ، فما كان يومًا قريةً مزدهرة بمساحاتها الخضراء تحوّل إلى نموذج للاختناق التدريجي.
فلم تعد نحالين تشبه نفسها. بعد أن سيطرت قوات الاحتلال على أكثر من 60% من أراضيها الزراعية الخصبة، تحوّل المزارعون إلى عمالٍ مؤقتين في أراضيهم التي صارت جزءًا من المستوطنات المحيطة. تُطوّق القرية الآن ثلاثة تجمعات استيطانية كبيرة من الشمال والشرق والغرب،وجزء من الجنوب ، حتى الطرق المؤدية إلى القرية لم تسلم، فما كان يستغرق عشر دقائق الى الخليل او  بيت لحم صار رحلةً معقدة عبر طرق ملتوية تخضع لمراقبة دائمة، حيث تُغلق البوابات الحديدية دون سابق إنذاروتغلق القرية هكذا بكل بساطة !
 


ماذا يعني "الضم" قانونياً وفعليا ؟

كما كنا قد ذكرنا في مقال سابق حول ( ضم الضفة الغربية
فان الضم ليس مجرد إعلان سياسي، بل  - ويمكننا اجمال ذلك في نقاط رئيسية- يعني  :
  • فرض السيادة الإسرائيلية الكاملة على أراضي الضفة.

  • تطبيق القوانين الإسرائيلية بدلًا من الحكم العسكري.

  • إعادة تعريف المناطق الفلسطينية كـ"جيوب" داخل أراضٍ خاضعة لإسرائيل.

وبالنسبة لغوش عتصيون، فإن الضم يعني فصل المنطقة فعليًا عن الضفة الغربية وربطها مباشرة بإسرائيل، ما يهدد الوجود الفلسطيني المحيط، وعلى رأسه نحالين.

القدس الكبرى



 ما الكوارث المبدئية من تبعات الضم على نحالين ؟

1. العزل الجغرافي الكامل

ستُحاط نحالين بجدار أو حدود إسرائيلية مغلقة، مما سيحولها إلى جيب فلسطيني منعزل يصعب الدخول إليه أو الخروج منه إلا عبر تصاريح صارمة.

2. خسارة الأراضي الزراعية

الضم سيسمح لإسرائيل باعتبار الأراضي المحيطة بالمستوطنات "أراضي دولة"، وبالتالي منع سكان نحالين من الوصول إلى أراضيهم، بحجة الأمن أو التخطيط العمراني.

3. نظام تصاريح خانق

سيتحول دخول الفلسطينيين للمنطقة – حتى إلى أراضيهم – إلى عملية خاضعة لإذن مسبق، كما حدث في مناطق مثل "التجمعات البدوية شرق القدس".

4. ضغط لتهجير السكان ببطء

مع العزل، قلة الموارد، وسوء الخدمات، سيدفع الكثير من الشباب والعائلات للهجرة إلى أماكن أكثر استقرارًا. هذا ما يسميه الاحتلال "الضم الناعم" أو "الترحيل الطوعي".

5. فقدان الوضع القانوني

لن يحصل سكان نحالين على الجنسية الإسرائيلية، ولن يتمتعوا بحقوق مدنية، بل سيُتركون بلا هوية قانونية واضحة، داخل كيان يدعي السيادة عليهم دون الاعتراف بهم.

مخطط القدس الكبرى





نحالين رمز للمرحلة القادمة والسنياربوهات المحتملة

قد تكون نحالين نموذجًا مصغرًا لما سيحدث في مناطق أخرى حال تم الضم. هذه ليست مجرد قرية، بل رمز لصراع أكبر بين الوجود الفلسطيني والمشروع الاستيطاني. في حال مرّ الضم دون مقاومة سياسية ودبلوماسية فعالة، فستكون نحالين أولى ضحاياه، ولكنها ليست الأخيرة.


سيناريوهات محتملة للمرحلة القادمة

السيناريوالنتيجة
الضم الكاملتحويل نحالين إلى غيتو معزول.
الضم التدريجيتضييق الخناق على السكان دون إعلان صريح.
ضغط دوليتأجيل الخطوة مع استمرار الاستيطان خفيةً.
بقاء الوضع الراهناستمرار التهام الأراضي ببطء.

أبناء المنطقة الرمادية !!

قي النهاية ليست نحالين وحدها من تقف على شفا الهاوية في ظل مخططات الضم،هي تمثل تقريبا نموذج صارخ  لواقع الضفة الغربية في زمن الردة والبهتان و التآكل الجغرافي والسياسي. وعلى اي حال اذا ما  تم تطبيق ضم فعلي لمجموعة مستوطنات "غوش عتصيون"، فسيجد الناس أنفسهم في دائرة عزل تامة: جغرافيًا بين جدران المستوطنات، وقانونيًا في منطقة رمادية لا هي فلسطينية خالصة ولا إسرائيلية معلنة، بل "جيب أمني" خاضع لسيطرة كاملة دون حقوق.!!

ومع أن المخططات تبدو محكمة، إلا أن الواقع لم يُحسم بعد. هناك مساحات للرفض ..والزمن ليس في صالح نحالين، ولكن التاريخ يعلمنا أن التمسك بالأرض، والوعي بالواقع، والقدرة على التحرك الذكي... كلها أدوات قادرة على تغيير مجرى النهر، حتى لو بدا أنه يجري بعكس الاتجاه.


مواضيع ذات صلة : 

ضم الضمة الغربية لماذا الان ؟

هل انتهى زمن الانتفاضات ؟

مجزرة نحالين ملف كامل 

google-playkhamsatmostaqltradent