-->
U3F1ZWV6ZTQzNzY1MTc3MzUyX0FjdGl2YXRpb240OTU3OTkwNzU4NDg=
recent
أخبار ساخنة

دُم دُم - حكايا الانتفاضة الفلسطينية الاولى

 حكايا الانتفاضة الاولى (2)


الاسم الغريب لرصاص الدمدم لم يكن بذات الغرابة  في صوته المألوف الذي كان يشبه صوت الرصاص الحي تماماً ، في الواقع كان صوت رصاصٍ عادي جدا ، بعكس صيته الذائع المثير !



 كان هنالك صوتان يصدران في كل مرة تنطلق فيهارصاصة صوب الفتية في الطرقات ، صوت انفجار أولي وصوت آخر يخبر عن لحظة اصطدام المقذوف بالهواء ، كان يبدو من دون تركيز صوتا واحداً ، صوت الموت .

الفتية خبراء الذخائر 

المرة الاولى التي سمع بها اي منا بالدمدم في الانتفاضة الاولى كانت عبر الجرائد آنذاك ، الاسم بدى غريبا مثيرا مفزعاً
في ذلك الوقت كانت أنواع الذخائر تكثر وتزداد باستمرار ، كثير منها اختلقه الناس اختلاقاً ،
ومع صغر أعمار كثير من المشاركين بالمواجهات في حينها الا انهم كانوا يميزون ويحفظون انواع واشكال واثر الذخائر التي تطلق عليهم ، حتى انهم اعطوا بعضها منها اسماء مثلما اتفق وراجت لاحقا ، كان منها :

  • الرصاص المطاطي وكان على شكلين


  1. " البرميل " كان اسطوانيا معدنيا لكنه مغطى بطبقة سميكة نسبيا من المطاط الاسود.
  2. أما النوع الاخر فكان دائري الشكل ، أصغر في الحجم أسوأ في الضرر والألم

  • رصاص بلاستيكي

كان كروي الشكل قد تمت صناعته بالاساس من بليات تغطيها طبقة هشة رقيقة من البلاستك الأسود ، بعضه كان يخترق الجسد!  

  •  وكانت الذخيرة الحية القاتلة بالطبع 
  • اما ما انتجته مخيلة الناس فانقسم في الغالب الى نوعين 
"الرصاص الرملي " و" الرصاص الزجاجي " وكلاهما حمل نفس الفكرة والأثر في مخيال الناس ، يصيبك فينفجر ويتفتت فينتشر في جسدك بين أنسجة اللحم المصابة فتصعب ازالته  ، 

غير انه ومع كل هذه الأنواع وحتى ما اخترعه خيال الناس كان الملك بدون منازع هو

الدُم دُم 

المقذوف ذو الشكل المخروطي في أسفله فرزات منحوتة في المعدن فتمر الرصاصة في سبطانة السلاح المحفورة بشكل لولبي من الناحية الخارجية ، تنطلق الرصاصة فيبدا دورانها ككرة لهب تأكل نفسها تغيظا فتصطدم في الهواء عند خروجها من السبطانة فتسمع دوي انفجارها الثاني يستمر دورانها السريع جدا مع حركتها اللولبية الهائلة حتى تصل اللحم فتمزقه أثناء دورانها المرعب ثم تصطدم بالعظم فلا تنكفئ انما حركتها الدورانية السريعة تجعلها ترتطم بعظم آخر وهكذا تستمر في الارتطام في العظام تهتكها وتفجرها حتى تستقر في مكان ما حين تفقد سرعتها وقوتها محدثة دماراً وخراباً في جسد المصاب غالبا لا ينجح تداركه ابداً




نيشان شرف

كان للشهيد آنذاك قدسية بين الناس - لم تختلف كثيرا اليوم انما الموت صار معتاداً أكثر - وهالة محيطة من الهيبة والوقار والتعظيم خلال موته ، انما في حالات الاستشهاد بالدم دم كان ذلك بمثابة نيشان أو وسام آخر على صدر الشهيد يشهد له ويزيده تشريفا وعظمة " لقد قُتل برصاصة دم دم " ! وكأن من قتلوا برصاص حي عادي أقل شجاعة أو ألم !
لاحقا ،في الانتفاضة الثانية صاروا يطلقون على الدم دم " الخارق المتفجر" الذي كان يطلى باللون الاخضر لتمييزه عن الرصاص العادي والرصاص " الخطاط" الذي كانت رؤوس المفذوفات فيه تطلى بالاحمر ، ذاك كان موروث الانتفاضة الثانية من أسماء الذخائر التي كنا نسمعها بانبهار واعجاب في الغالب من " فدائيي الأجهزة " الذين كانوا لايزالون يحفظون لأنفسهم مكاناً في مخيالنا عن مقاتلي وفدائيي شقيف و بيروت .
.......
عن مهند ابوغوش
بتصرف*
الاسمبريد إلكترونيرسالة