-->
U3F1ZWV6ZTQzNzY1MTc3MzUyX0FjdGl2YXRpb240OTU3OTkwNzU4NDg=
recent
أخبار ساخنة

أثر ومقاصد البلاغة بقلم رأفت عبدالكريم

منذ أن أدركت انني استطيع المشاركة بما أريد والأفكار قد تطايرت وتبعثرت ولم اعرف ان احتوي اي فكره أخوض بشأنها إلى أن لمعت في خاطري ما حدث معي منذ سنوات طوال... قصة غريبه... من نسيج الواقع.. عايشتها وتحدثت عنها بأيجاز وإطناب.

عن اثر البلاغة في النصوص
البلاغة

البدايات 

 بحور البلاغة ومنذ ان تعارفنا سوياً في مرحلتي الثانويه لم ابتعد عنها فبين الفينة والفنية كنت انتظم بعض الهرطقات التي اسميها مجازا بأنها اشعار ولو انها لم ترتقي لتكونا سجعا ما لفكرة ما ليست تربطها اي من المعاني الا تكرار خلف تكرار... 

كان العالم الافتراضي يحبو في بداياته حينما عرفت عالم المنتديات ولربما كنت اقضي من هرطقاتي فيها الوقت الكثير.. وما بين مجاملة لطيفه ونقد لاذع اتقلب بين أفكاري لابحث عن النقصان ومن موضوع ل اخر رأيتني اقفز خارج سرب الأدب واتجول بين اسراب السياسة والترفيه كلاجئ لا يعرف أين المستقر وأين المقام... حتى كانت محطتي ومدرستي والميزان الذي عرفت فيه وزني... منتدى أدبي وسياسي وثقافي الخ الخ... أعجبت فيه وبمن فيه من الساسة والشخوص ولم أقابل مَسْؤوليه على جدرانه... وبت اقفز كعادتي انتقد هذا وألذع ذاك.. اسخر من هذه واتضاحك من تلك كأي شاب عربي حياته لا تعني الا التفاهه.. فيما يهم او لا يهم... 

اللحظة الفارقة 

وبدأت التعليقات تذوب في الصفحات وتصعد الي السطح ويقرأها الجميع. حتى كان اليوم الموعود... والكل شاهد ومشهود.. لتلمع أمام عيني بصمة رساله... سارعت لأفتحها وإذ بها من مدير المنتدى... وفي خانة العنوان.. كانت كلمة إنذار... لا ضير فالانذارات كثيره والتنبيهات لا تنتهي.. هذا ما ظننته قبل أن اقرأ.. واتعلم واعرف أين مكاني في بحور البلاغه... ادهشني اسلوبه.. جذبتني كلماته.. سحرتني أيما سحر.. ذهلت وتسمرت.. اقرأ واعيد القراءة وأقرأ مرة ثانية وثالثه ورابعه... كلمات أدبية بلاغيه لم اظن انني سأقرها من أحد في وقتنا الحاضر تحمل في طياتها ما تحمل من عبارات التوبيخ.. ولكنني اقرأ بمنتهى اللذه والاستمتاع.. ينمق الكلمات.. يختار الأحرف بعناية شديده.. يطرز بحروفه وشاحا ذهبياً جميلا.. ما تمنيته ان ينتهي... 

بمضي السنوات لم أعد اذكر من ذلك الخطاب الا عنوانه وبلاغته... تسالت بيني وبين نفسي من اي جحيم يأتي بكلماته الشيطانية التي تسحر الألباب وتجعلها تحت تأثير مخدر لا تريد الاستيقاظ منه... علمني هذا الانذار كيف استعمل حروفي.. كيف القى بالكلمات وأصبها في أذن السامع وأمام عيني القارئ حتى يتمنى الا تنتهي... 

أثر البلاغة لايزول !

انها البلاغة يا سادة... انها جمال ورونق في لغتنا فقدناها اليوم ولا نزال نبحث عنها في أكوام القش انها الإبرة التي تطرز على ثيابنا أجمل اللوحات...حاولت أن اتذكر بعضاً منها.. وعبثاً كنت أحاول... اغلقت يومها متصفحي وبدأت ابحث عن مواطن الضعف لدى في السرد القصصي.. لاجد ثغرات اكثر واكثر كل يوم... اعدت قراءة كتب البلاغه وتعمقت اكثر في بلاغة القرآن واشعار الجاهليه... وضعت نصب عينيّ هدفا لن ينفعني بشيئ الا القدرة على كتابة اي مقال او خاطرة بأسلوب هذا الرجل ومن اعاجيب الكناية الي التشابيه..الي الاقتباسات.. وجدت نفسي امخر وسط بحر متلاطم...

 كان درسا جميلا.. بل إنذار جميل علمني ما لم اتلقاه في مدرسة او من معلم.... وخطر ببالي هذه الليله ان اكتب ما حدث معي علني اكون قد استفدت بما حل وارتحل وقضيت الليالي بهذا الأمل..

..........
رأفت إسماعيل
الاسمبريد إلكترونيرسالة