فلسطين الأغلى عربيًا في أسعار الأضاحي 2025: اللحمة أغلى من النفط!
مع اقتراب عيد الاضحى 2025 وفي الأيام التي يفترض أن تشهد فرحة الروح وطقوس التضحية، تتحول أسواق المواشي في العالم العربي إلى مرآة تعكس واقعاً اقتصادياً مريراً. فبينما تشهد معظم الدول ارتفاعاً جنونياً في أسعار الأغنام والأبقار، تتصدر- وياللعجب - فلسطين المشهد بأسعار تُذهل حتى دول الخليج التي اعتاد مواطنوها على تصدر قوائم "الأغلى عالمياً".نبذة عن اسعار الاضاحي في بعض الدول العربية 2025
فلسطين: بين غلاء الأعلاف وسياسات الاحتلال
-
سعر الخروف البلدي: يتراوح بين 1800 إلى 2800 شيكل (حوالي 500 - 750 دولار).
-
سعر العجل: من 8000 إلى 13000 شيكل (2200 - 3600 دولار).
-
سعر كيلو الخروف واقف: من 35 إلى 50 شيكل.
تعتبر الاسعار في فلسطين الاعلى في الوطن العربي ومن بين الاغلى عالميا !!
📍 الأردن: استقرار نسبي
-
سعر الخروف البلدي: من 180 إلى 250 دينارًا (250 - 350 دولار).
-
سعر العجل: من 1000 إلى 1500 دينار (1400 - 2100 دولار).
ملاحظات:
توفر الخراف الرومانية المستوردة بأسعار أرخص جعل السوق أكثر مرونة للمستهلك.
📍 مصر: أضاحي منخفضة السعر ولكن الجودة متفاوتة
-
سعر الخروف: من 6000 إلى 9000 جنيه مصري (120 - 180 دولار).
-
سعر العجل: من 30,000 إلى 50,000 جنيه (600 - 1000 دولار تقريبًا).
ملاحظات:
رغم التضخم، تبقى أسعار الأضاحي في مصر منخفضة نسبيًا مقارنة بالدول الأخرى، لكنها تعتمد كثيرًا على الوزن وجودة التربية.
📍 السعودية: أريحية مالية وتكلفة أعلى
-
سعر الخروف النعيمي (الأكثر طلبًا): من 1400 إلى 2500 ريال سعودي (370 - 670 دولار).
-
سعر العجل: من 6000 إلى 10000 ريال.
السبب في الغلاء:
الطلب المرتفع، والتفضيل المحلي للأضاحي ذات السلالات الخاصة، مع توفر خدمات التوصيل والذبح التي ترفع التكلفة.
📍 تونس: ارتفاع ملحوظ في 2025
-
سعر الخروف: من 800 إلى 1300 دينار تونسي (260 - 430 دولار).
مع ارتفاع أسعار الأعلاف المستوردة والتضخم، لوحظ هذا العام صعود كبير في الأسعار
📊 جدول مقارنة أسعار الخروف في الدول العربية – عيد الأضحى 2025
الدولة | متوسط سعر الخروف بالدولار | ملاحظات |
---|---|---|
🇵🇸 فلسطين | 600 – 1000 | الأعلى عربيًا، خاصة في الضفة الغربية وقطاع غزة |
🇸🇦 السعودية | 400 – 700 | أسعار مستقرة، نعيمي ونجدي |
🇯🇴 الأردن | 300 – 550 | تراجع في القدرة الشرائية |
🇪🇬 مصر | 250 – 500 | رغم الغلاء، تبقى ضمن المعدل |
🇲🇦 المغرب | 300 – 450 | السوق مدعوم جزئيًا |
🇩🇿 الجزائر | 280 – 420 | تفاوت بين المناطق |
🇹🇳 تونس | 250 – 400 | استقرار نسبي |
🇮🇶 العراق | 350 – 600 | تأثر بالأمن والنقل |
🇱🇧 لبنان | 200 – 350 | هبوط بفعل الأزمة الاقتصادية |
🇾🇪 اليمن | 180 – 300 | الأرخص رغم الحرب والأزمات |
سعر الاضحية في فلسطين 2025 أغلى من النفط!
في مقارنة رمزية، بلغ سعر كيلو لحم الخروف واقف في بعض مناطق الضفة الغربية ما بين 13- 15 دولارًا للكيلو الواحد ( على ترابه ) ، في حين يبلغ سعر برميل النفط عالميًا نحو 82 دولارًا — ما يعني أن وزن 6 او7 كيلوجرامات من لحم الخروف الفلسطيني يتفوق على سعر برميل نفط كامل!لماذا فلسطين الأغلى رغم الفقر والبطالة؟
القصة ليست مجرد أرقام. فخلف هذه الأسعار المُعلنة، ثمة سؤالٌ مركزي: كيف وصل الحال بفلسطين — التي تعيش تحت الحصار والانقسام — إلى أن تصبح "سلة المواشي الأغلى" عربياً؟ هل هو تضخم مُفبرك وسياسة احتلالية مقصودة ؟ أم نقص في المعروض؟ أم أن الأمر جزء من عاصفة اقتصادية أكبر تبتلع حتى طقوس العيد المقدسة؟على اي حال يُرجع خبراء الاقتصاد هذا الارتفاع في فلسطين إلى عدة أسباب مركبة:
-
الاحتلال والإغلاق: صعوبة الاستيراد وارتفاع تكلفة النقل والتخزين.
-
قلة الدعم الحكومي: غياب سياسات لحماية السوق المحلي.
-
الاحتكار وتعدد الوسطاء: مما يرفع الأسعار بشكل غير منطقي.
-
الوضع في غزة: حيث ترتفع الأسعار بفعل الحصار وكلفة التهريب.
جنون الحالة الفلسطينية
العيد في العالم العربي عموما لم يعد مجرد مناسبة للفرح الروحي والاجتماعي، بل تحول إلى مقياسٍ صارخ للفجوة بين الأزمات الاقتصادية وطموحات الشعوب. فبينما تشهد بعض الدول ارتفاعاً جنونياً في أسعار المواشي يصل إلى 300% مقارنة بسنوات ما قبل الأزمات، تتفرد فلسطين بواقع أكثر قسوةحيث كيلو لحم الخروف البلدي يتجاوز 100 شيكلاً (قرابة 30 دولارات) في مناطق السلطة الفلسطينية، بينما في غزة المُحاصَرة، فتلك حكاية اخرى يحمها تماما المحتل ويجوع اهلها والحديث فيها عن اللحوم والعيد اليوم رفاهية لا يملكونها حتى ...
أما في دول الخليج، رغم ارتفاع الأسعار عالمياً، تبقى الأضحية في متناول المواطن بفضل الدعم الحكومي وبرامج التمويل الميسر، بينما تتحول الأسواق العربية الأكثر هشاشة إلى ساحة معركة يومية. في مصر مثلاً، رغم انخفاض الأسعار نسبياً مقارنة بفلسطين، يعاني الملايين من تضخمٍ تجاوز 35%، مما يدفع العائلات إلى الاستدانة أو الاستغناء عن الأضحية.
على كل حال فالاضحية في فلسطين ليست مجرد طقس ديني، بل شهادة على صمود شعب يُحاول أن ينتصر لكرامته في مواجهة واقعٍ يسرق منه حتى فرحة الأيام المقدسة. السؤال الذي يطفو على السطح: هل تُدرك الأنظمة العربية أن تحويل العيد إلى كابوس اقتصادي يُهدد النسيج الاجتماعي نفسه، أم أن الفرح سيبقى رفاهيةً لا يملكها إلا من هرب من براثن الحروب والفساد؟