.png "أوغاريت")
مركبات جدعون ! ما هي ؟ دلالات اسم العملية الإسرائيلية الجديدة في غزة
من هو جدعون؟ وما معنى اسم جدعون ؟
النبي المحارب الذي حوَّل الظلام إلى سلاححسنا وفق ويكيبيديا فمعنى جدعون
( بالعبرية : גדעון) هو اسم ولقب محايد بين الجنسين من أصل عبري يُترجم إلى "قاطع" أو "قاطع" (أي "محارب عظيم") في العبرية. ويمكن تفسيره أيضًا على أنه "الشخص الذي لديه جذع بدلاً من اليد" أو "الشخص الذي يقطع".
لكن وفق الرواية التوراتية في "سفر القضاة"، كان جدعون قائداً لإحدى قبائل بني إسرائيل، نجح بقوة الإيمان والمكْر في هزيمة جيش المديانيين رغم تفوقهم العددي. لم يعتمد على السيوف، بل على الأبواق والمصابيح، حيث اختبأ رجاله بالليل وحاصر الأعداءَ بضوء النيران وصوت الأبواق، مُحدثين ارتباكاً أدى لانتصارهم. اليوم، تَستلهم إسرائيل من هذه القصة ما يُسمّى "الرمزية الدينية لجدعون في الجيش الإسرائيلي"، لترسم صورة الجيش الضعيف الذي ينتصر بالإبداع !! متناسيةً أنها تمتلك أحدَ أقوى جيوش العالم مدعوماً بأسلحةٍ متطورة.
يشير الاسم إلى القائد التوراتي جدعون الذي خاض معركة غير متكافئة وانتصر، كما ورد في سفر القضاة (Judges 6-8) في Bible Gateway.
"مركبات جدعون غزة 2025": لماذا مركبات بالذات؟
المركبات تشير في النصوص القديمة إلى عربات الحرب المصفحة التي يقودها الجنود، لكنها في السياق الحديث ترمز إلى الدبابات والآليات العسكرية المتطورة باختصار هذه رمزية واشارة الى دبابات "ميركافا" التي تجوب شوارع غزة، بينما في القصة التوراتية كانت عربات حربية خشبية.
الجمع بين الكلمتين في "العملية الإسرائيلية مركبات جدعون" يخلق سردية مزدوجة:
استدعاءٌ لأسطورة دينية تُلمّع صورة الجيش.
واستعراضٌ للقوة التكنولوجية التي تسحق كل مَن يقف في وجهها.
التوقيت أيضاً ليس عشوائياً، فعام "2025" في التسمية يشي بأن الحرب قد تُطوَّل، كإشارةٍ لاستراتيجيةٍ طويلة الأمد.
لعبة الأسماء ذاتها منذ بيسان 1948!
قبل 76 عاماً، أطلقت إسرائيل نفس الاسم "عملية جدعون" على الحملة العسكرية التي طردت خلالها سكان مدينة بيسان الفلسطينية خلال النكبة. اليوم، يعود الاسم مع "مركبات جدعون" كسيفٍ ذي حدين:
الأول دينيٌ يُبرر التطهير العرقي عبر خطاب "الأرض الموعودة"،
والثاني عسكريٌ يُضفي هالة بطولية على جرائم الحرب.
هذا التكرار ليس صدفة، بل جزء من "دلالات اسم مركبات جدعون" التي تهدف لربط الماضي بالحاضر، وكأن الاحتلال يقول: "ما فعلناه بالأمس كان مشروعاً، وما نفعله اليوم امتداد له".
الضوء الذي يقتل!!
في الأسطورة، كان الضوء وسيلة جدعون للانتصار، أما في غزة 2025، فقد تحوَّل الضوء إلى رصاصٍ مُضيءٍ ليلي، وصواريخٍ تُحرق البيوت. تُظهر التسمية تناقضاً صارخاً: فبينما يحاول الجيش الاسرائيلي تصوير نفسه كـ"منقذٍ توراتي"، يتحول الفلسطينيون في السردية الصهيونية إلى "مديانيين" يجب إبادتهم. لكن الحقائق على الأرض تُظهر أن "معنى مركبات جدعون" الحقيقي هو تدميرٌ منهجي: فكل دبابة تدخل غزة تحمل اسم "جدعون" تُمحو تحتها عائلات بأكملها.
دلالات اسم "مركبات جدعون" في السياق السياسي والعسكري
من خلال استخدام اسم يحمل بعدًا توراتيًا وتاريخيًا، تسعى إسرائيل إلى:
إضفاء شرعية دينية على عدوانها في غزة.
إظهار تفوقها التكنولوجي والعسكري من خلال مفهوم "المركبات".
إعادة إحياء مفاهيم الطرد والسيطرة كما في نكبة 1948.
ترسيخ الحرب كجزء من سردية صهيونية دينية طويلة الأمد.
هل تُنجِح إسرائيل في بيع أسطورتها الجديدة؟
اللغة هنا سلاح. باختيار أسماء توراتية، تحاول إسرائيل تحويل غزة من مكانٍ لصراعٍ سياسي إلى ساحة حربٍ دينية، حيث يُصبح القتلُ "مهمة مقدسة". لكن العالم لم يعد يُصدق بسهولةٍ هذه المسرحية. فـ"مركبات جدعون" ليست مجرد اسم، بل إعلانٌ عن استمرار سياسة التطهير العرقي بثوبٍ جديد. السؤال الآن: كم من الضحايا سيُدفنون تحت عباءة هذه الأسطورة قبل أن ينتبه العالم إلى أن "النبوءات" لا تُبريء القتلة؟
اقرأ ايضا :